الأربعاء، 27 أغسطس 2008

شهدى عطيه

شهدى عطيه ...... كان زمان
ايام عبد الناصر ... صاحب تطوير معتقلات مصر
في 15/6/1960 كان الرئيس عبد الناصر يشهد مع الرئيس تيتو جلسة للبرلمان اليوغسلافي حين فوجئ بنواب البرلمان يوجهون إليه احتجاجات قائلين: كيف تتحدثون عن الاشتراكية وأنتم تقتلون الاشتراكيين في بلادكم؟ كان الموقف محرجا لعبد الناصر الذي رد قائلا: لم نقتل أحدًا ومن يخرج علي النظام نقدمه للقضاء العادل.. فقدم إليه النواب برقية عن مقتل واحد من أهم المناضلين الشيوعيين في ليمان أبي زعبل في 13/6/1960.كان القتيل هوشهدي عطية الشافعي.ولد شهدي عطية عام 1912 وانخرط في الحركة الطلابية الناشطة التي شكلت منطلقاً مهما للحركة الوطنية المصرية في ثلاثينيات القرن الماضي.. بعد عودته من جامعة إكسفورد انضم إلي تنظيم "إسكرا" الشيوعي وأصبح أحد مصريين اثنين وصلا إلي عضوية اللجنة المركزية وتولي مسئولية "دار الأبحاث العلمية" فاستطاع استقطاب أعداد كبيرة من شباب المثقفين للحركة الشيوعية وساهم في تأسيس اللجنة الوطنية للطلبة والعمال التي قادت مظاهرات فبراير 1946 ضد مفاوضات حكومة الأقلية مع الإنجليز. وبعد اندماج تنظيمه في الحركة المصرية للتحرر الديمقراطي (حدتو) تولي شهدي عطية رئاسة تحريرصحيفتها "الجماهير" وأصبح عضوًا باللجنة المركزية للتنظيم.. ثم اصطدم مع هنري كورييل وأعضاء التنظيم بسبب مقالاته التي دعا فيها لتشكيل حزب شيوعي مصري يمثل الطبقة العاملة. كان عطية من المؤيدين لثورة 1952 بل واعتبرها حركة تقدمية.. كانت آراؤه المتعاطفة مع النظام الناصري أثناء حرب العدوان الثلاثي سببا جعل جريدة المساء تنشر مقالاته، وعقب تأميم قناة السويس والأزمة السياسية التي نجمت عنها، كتب "تطور الحركة الوطنية المصرية 1882 ـ 1956" والذي يعتبر من أهم القراءات الوطنية الماركسية عن تاريخ مصر، وكان قد سبقه عام 1955 بكتابه "أمريكا والشرق الأوسط" الذي أيد فيه الضباط الأحرار بوصفهم معادين للإمبريالية، وصدر حكم بسجن شهدي 7 سنوات.. خرج بعدها ليصطدم بعبد الناصر فاعتقل مرة أخري في يناير 1959 مع الشيوعيين. لكنه ظل يدافع عن إنجازات عبد الناصر الداخلية ومواقفه الخارجية وسياسة عدم الانحياز بل وأكد ذلك في مارس 1960 أثناء محاكمته مصرحا أن " علي كل وطني مصري حقيقي ان يساند النظام الناصري ويؤيده ".في ليمان أبوزعبل أعطي الضابط عبد اللطيف رشدي أوامره بضرب شهدي حتي مات من التعذيب.. وصل الخبر عن طريق زوجته إلي أصدقائه داخل مصر وخارجها وكان عبد الناصر في زيارة ليوغسلافيا فطاردته برقيات الاحتجاج، وتعرض لانتقادات علنية من نواب البرلمان اليوغسلافي؛ مما دفعه لإرسال برقية عاجلة لوزير داخليته بوقف التعذيب وترحيل المعتقلين إلي مكان أكثر أمنا وإجراء تحقيق عاجل حول ما حدث.حاول عبد اللطيف رشدي التقرب من المعتقلين وتبرير سلوكه الإجرامي بهدف الإفلات من تحقيق النيابة التي طلبت رؤية الذين سمعوا الضابط وهو يعطي أوامره بالضرب، توقف التحقيق بعد ذلك.. لكن أحيل اللواء إسماعيل همت (أحد أهم المسئولين عن التعذيب في ذلك الوقت) للاستيداع وتم نقل مأمور الليمان حسن منير لمصلحة الحدود.تلك عدالة الحكومة.. أما عدالة السماء فأصابت كل من شارك في مقتل شهدي عطية.. فعبداللطيف رشدي مات مقتولا بعد نقله إلي الصعيد، أما الصول مطاوع الذي قام بالتعذيب فتوفي مشلولا وقتل ابن الشاويش عبد السلام الوحيد في حادث سيارة.. بينما نقل اللواء حسن المصيلحي، مدير مصلحة السجون، بعيدا عن المباحث العامة بعد ثورته علي قرار جمال عبد الناصر بإصدار عفو شامل عن جميع المعتقلين.. في عهد مبارك يتم ترقية الضباط حسب قدرتهم علي التعذيب!! شهدي عطية الذي ناضل حيا من أجل فكرة.. ناضل أيضا ميتا.. فبمقتله إنتهت مذبحة كان من المفترض أن تتم ضد الشيوعيين لولا أن وفاته جعلت عبد الناصر يأمر بوقف التعذيب في ليمان أبوزعبل.. بعد ذلك بسنوات خرجت مصر من معادلات السياسة مكتفية بدور الوسيط والمحلل السياسي.. بينما استمر التعذيب بمنهجية أكثر دقة تناسب عهداً لا يجد ما يفخر به سوي مجموعة من الكباري
منقوله ... نظرا لما يحدث الان للمصريين
زمان...كان هناك شاب .مجرد شاب...دفع حياته في زنزانة معتقل من شدة التعذيب..من أجل المبدأ والحرية ودفاعا عن الفقراء..
وبسبب موته توقف التعذيب_مؤقتا_ في المعتقلات.هذا هو "شهدي عطية" لا أحد يعرفه الآن...كنت اقلب في اوراقي "القديمة" فوجدت هذه الكلمات التي كتبتها تفاعلا مع ما قرأته وقتها
عن الوان التعذيب التي ذاقها...فاردت تسجيلها بمدونتي رغم اني كتبتها وقتما كنت مجرد فتى ...فرغم بساطة تعبيراتها لكنها ..
صادقة..وهذا يكفي فإلى كل "شهدي عطية" في كل مكان انشرها.
شهدي مات!تضطرب الجدران شهدي مات! والعار يحط على القضبان شهدي مات وكلاب التعذيب تصاب بغثيان شهدي الثورة ..اليافع ..مات؟ شهدي النور الدافق...مات؟ شهدي...ماعدتً أراهلم يُدرك حتى موته...غير الموت حين تلقاه لكن ..واأسفاه...شهدي مات
كنت تقول...والصمت يطول كنت الحل كنت البلسم كنت الأمل المجهول
الثورة يا شهدي ما ماتت ما كانت أن تحيا بحياتي أو بحياتك الثورة يا شهدي تبقى وبرغمك أو رغباتك في الثورة يا شهدي تكمن كل حياتي وحياتك مادام الثدي جفاف والظلم رياح طواف والقهر زعاف الثورة يا شهدي تبقى حتى يموت السياف
وتموت يا شهدي تحت الأرض مكفونا بجدار الزنزانة وزراعك ممدودٌ للأيام يقتطف قطوف العمر قبل أوانه
لا تهدأ يا شهدي ..لا تسكن الثورة فينا تبقي كإن حياتك يا شهدي نبض في قلب مريديك إن كنت بداية نحن نسير إن كنت نهاية يكفيك...

هناك 4 تعليقات:

نبض مصر يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
نبض مصر يقول...

اذا كان شهدي مات علي ايدي الفاسدين فالثوره لن تموت ولان تهداء بالرغم من ظهور الفاسدين في عصر مبارك الذين تحولو الي رموز بعد مااطاح بهم في عصر عبد الناصر وان دل علي شيء يدل علي ان الثوره مستمره تحياتي ليك

dalia يقول...

أسلوبك به قدر من التنكيت والتبكيت به قدر من الجاذبية ولكن أحيانا تعمد الى الاطالة التى لا فائدة منها واضح انك واحد مناضل ولا تستكين ربنا يوفقك وكل الشباب اللي زيك

يوميات مواطن مصرى يقول...

شكرا ليكى يا داليا
ربنا يخليكى