الجمعة، 11 يوليو 2008

خطة عمل للمرحله القادمه .. مؤسسه مدنيه تتولى الحكم فترة ما بعد مبارك

هذه المرحله يجب ان يتحرك الجميع لمصلحة مصر وليس فقط شباب 6 ابريليجب ان نعلم من معنا ومن ضدنا من يوافقنا الراى ومن يظهر كمعارض وهو مع النظاماقترح ان تكون خططنا فى المرحله القادمه
1- تكوين مؤسسه قادره على حكم البلاد بعد حكم مبارك وتكون قادره على طرح نفسها كبديل مدنى قوى للنظام بدلا من البديل الوحيد الحالى وهو الاخوان المسلمينان تلتزم تلك المؤسسه بأن تحكم البلاد لمده سنتان فقط تلتزم خلالهما بإعداد دستور جديد للبلاد وتعديل الكثير من القوانين المقيده للحريات وايضا الفصل التام بين السلطات وخاصة التنفيذيه والقضائيه ان يتم خلال السنتان عقد انتخابات نزيهه لمجلسى الشعب والشورى وايضا المجالس المحليه ومجالس النقابات ان يتم خلال السنتان تعميق قيم المواطنه داخل المجتمع وايضا واجبات اخرى يتم طرحها
2 - ان نكون نحن الشباب واعضاء حركة 6 ابريل خلال قيام المؤسسه التى تم اختيارها لتتولى حكم مصر فى فترة ما بعد حكم مبارك بالتحضير لواجباتها المنتظره منها ان نكون نحن اعضاء الحركه بالتعاون مع الحركات الاخرى والاحزاب ان امكن ان نتواجد بين الشعب باستمرار ويكون هدفنا تنويرى بأن نعمل على تثقيف الشعب وتعريفه بحقوقه التى يجب ان تكون الحد الادنى لكى يصبح مواطنا ذا كرامه داخل بلده وايضا حقه فى مستوى معيشه معتدل يستطيع ان يلبى احتياجاته واحتياجات اسرته وانا وسائل الرفاهيه تعتبر من احتياجات الانسان الاساسيه فى الدول المتحضره وايضا تعريف المواطنين بواجابتهم اتجاه وطنهم بدءا من المشاركه فى العمليه الانتخابيه بايجابيه كامله والمطالبه بالحقوق باستمرار حتى لا تكون اضاعة الحقوق هى الاصل بعد ذلك لدى الاجيال القادمهيكون ذلك من خلال اعداد ندوات وايضا النزول للشارع للتحدث مع المواطنين فرادى وجماعات اعلم ان هذه الخطه قد تؤخذ بضع سنين لتنفيذها ولكن يجب ان نبدأ فى يوم من الايام فأتمنى ان تكون البدايه بأيديناانتظر اقتراحاتكم وموافقتكم حتى نبدأ التنفيذ وفى حالة الموافقه سوف يتم طرح اسماء المرشحون للانضمام للموسسه المقترحه والتى سيتم عرض الامر عليهم للقبول او الرفض وسنعلم وقتها من هم القيادات الحقيقيون لهذا الوطن ومن القادر على طرح نفسه كبديل حقيقى للنظام ومن يخشى السجن الذى تعرض له اخر كما ان عملنا بالشارع سيكون امن تماما فلن نلجأ الى مظاهرات ولا وقفات ولكن فقط مناقشات وجلسات تثقيفيه للمواطنين لا اعتقد ان هناك وسائل سلميه اكثر من ذلك
من ذلك انتظر اقتراحاتكم

الثلاثاء، 8 يوليو 2008

حكايتى مع 6 ابريل الجزء الرابع

انتهى الاجتماع وبدأ اعضاء الفيس بوك بالاتصال فأعلنتهم بما تم الاتفاق عليه وطلبت منهم الاعلان عن ميعاد المظاهرتان المنشيه ومحطة مصر فى المواعيد المتفق عليها وابلغتهم ان حركة كفايه ستعلن بالمثل عن مظاهرة المنشيه , للأسف بدأنا نحن ندعوا للمظاهرتان ولكن حركة كفايه لم تعلن ولم تشير نهائيا لمظاهرة المنشيه , على كل حال لم نكن فى حاجه الى اعلانهم فمصر كلها كانت تعلم المكان والميعاد , ولكن كنت اتمنى ان يلتزموا بالاتفاق خصوصا اننا التزمنا بمجرد ان انتهى الاجتماع رغم اننا علمنا انه لا احد يعلم بميعاد محطة مصر الا بعد ان تم الاعلان عنها من جانبنا , قال لى احد الصحفيين بالمصرى اليوم عندما رأى ان حركة كفايه لم تلتزم بالاتفاق بيننا حتى ان لم تنشر الميعاد على موقعها إستمر يا احمد انت والشباب فى الدعوه لمظاهرة محطة مصر والمنشيه معا ولا تتركوهم فالنجاح فى النهايه سينسب للمصريين .
اتصل بى معد برنامج على الهوا الذى يقدمه المذيع جمال عنايت على قناة الصفوه لكى يستضيفنى انا واحد الزميلات لكى نتحدث عن الاضراب وطلب منى ان ارشح احدهن فطبعا رشحت اسراء عبد الفتاح ولكن للاسف اتصلت بها كثيرا وكان التليفون مغلقا فرشحت له احمد ماهر وبالفعل ذهبنا للبرنامج الذى استضاف الاستاذ عمر هريدى عضو مجلس الشعب عن الحزب الوطنى وامين سر لجنه غمزة عين احمد عز .... اقصد اللجنه التشريعيه اللى بتشرع القوانين بناء على نظرات وغمزات احمد عز , والحمد لله فقد استطعنا ان ندعوا للاضراب بل والتظاهر وخرج ممثل الحزب الوطنى عصبيا ثائرا بعد انتهاء البرنامج بالرغم من ظهوره على الشاشه فى منتهى الهدوء .
مع اقتراب 6 ابريل كان يزداد قلقى خوفا على الشباب الذى سيتواجد هذا اليوم , خوفا ان يستغل الامن وجودهم فيبدأ فى اعمال العنف لكى ينسبها إليهم , إلا اننى لم اشعر بالخوف على نفسى بالرغم من كل التحذيرات التى كانت تصلنى من اعضاء بحزب الغد وخصوصا رئيس الحزب بالاسكندريه الذى طلب منى ان اترك منزلى حتى 6 ابريل لانه يشعر من اتصالات امن الدوله به انه سيتم اعتقالى , تناسيت تماما هذه التحذيرات وبدأت اتنفس من جديد نسيم نجاح 6 ابريل , وكنت اصر ان اذهب الى المنزل فلماذا اتركه فأنا مازلت مقتنعا اننى لم اخرق القانون ومن حقى ان ادعوا للاضر اب والتظاهر السلمى فلو تم القبض عليا سيكون الخطأ بالتأكيد من جانب الأمن فلماذا اذن اهرب , اعلم انه تفكير مثالى ولكنى كنت واثق من الشباب ومن النجاح الذى ينتظرنا جميعا فلم اكن فى حاجه للهرب فنحن الاقوى .
بدأت وزارة الداخليه تبث تحذيراتها للمواطنين من التظاهر يوم 6 ابريل وايضا تم تحذير الموظفين من الغياب فى هذا اليوم وازدادت التحذيرات وكأن البلاد مقدمه على حرب شوارع , كانت سعادتى تزداد كلما اسمع تحذيراتهم لشعورى بالنجاح قبل ان يأتى اليوم نفسه كما كنت ايضا ازداد قلقا على مصير زملائى على الفيس بوك وعلى مصير كل من سيتواجد بالشارع من الشعب المصرى .
5 ابريل كتبنا اللافتات التى سيتم رفعها باسم شباب الفيس بوك فى مقر حزب الغد بالاسكندريه وما ان انتهينا ذهبنا جميعا الى بيوتنا لكى نستريح قليلا قبل يومنا المنتظر , كنت قد اخفيت عن اعضاء الحزب اننى سوف انام بمنزلى حتى يتركونى فكانوا جميعا يريدوننى ان اترك المنزل , لا انكر اننى فى هذه الليله شعرت بالقلق من ان يلقى القبض عليا فلم اكن اخشى الاعتقال ولكنى كنت مشتاق ان ارى مصر يوم 6 ابريل , توكلت على الله وذهبت لأنام وسط اتصالات لم تنقطع من اعضاء الحزب وايضا وسط قلق من ان يقتحم الامن المنزل فى اى وقت .
استيقظت الساعه السابعه صباحا على اتصالات اعضاء الحزب ايضا , أنطلقت مسرعا الى جهازى لافتح الفيس بوك واتحدث مع بعض الزملاء واسالهم عن اخبار الحركه بمناطقهم , كلهم اكدو لى انه لا حركه على الاطلاق حتى الان لم يروا تلاميذ المدارس بالشوارع كالعاده فى مثل هذا الوقت , انتظرت حتى الساعه الثامنه والنصف وكل واحد من مكانه يكتب اخبار الحركه بالشارع الذى يتواجد به , والجميع يؤكد ان الشوارع خاليه تماما من الماره , كانت اخر رسائلى على الموقع تحيا مصر يا شباب فلنبدأ نحن بإحياء الشوارع والنزول الان وأغلقت الجهاز وذهبت لأخرج من المنزل وقبل ان اخرج قررت ان اعود لانظر من النافذه اولا فوجدت احدى عربات الامن تقف امام المنزل بحوالى 50 متر واسفل منزلى يوجد رجلان أى انسان ينظر اليهما سيؤكد انهما مخبران , كنت اروى ما اراه لزملائى بحزب الغد الذين لم تنقطع اتصالاتهم بى وطلبوا منى جميعا عدم النزول من المنزل وان ابقى على جهازى احمس الناس واشجعهم وان اكتب ما يحدث بالاسكندريه من خلال ابلاغهم لى بما يجرى اولا بأول , من كثرة الحاحهم لى بعدم النزول وافقتهم ان ابقى سجينا بمنزلى وقد كنت متجها وقتها الى باب الشقه لكى اخرج واشعر بحريتى مع احرار مصر , فكيف ابقى بالمنزل وقد شاركت فى الدعوه للتظاهر لابد ان اكون فى المقدمه , بمجرد ان فتحت باب الشقه جاءنى شعور مفاجيء وغريب اننى لن اعود مره اخرى , فقررت ان ادخل لاودع امى ولكننى وجدتها تصلى فخرجت مسرعا , امام باب المنزل وجدت المخبران يتحدثان سويا وظهرهما لى , خرجت واتجهت الى الشوارع الجانبيه لاحتمى بها ولم اجد اى وسيلة مواصلات لكى اصل الى المنشيه حتى التاكسى لم اشاهده هذا اليوم , فالدعوه للاضراب كانت قويه واستجاب الناس لها , قررت ان اذهب سيرا على الاقدام وكانت اول عقبه واجهتنى بشارع النبى دانيال حيث تم القبض عليا من قبل بعض المخبرين رغم انهم لا يعرفوننى واتجهوا بى الى احد الظباط الذى تصادف انه يعرفنى حيث تعاملت معه اكثر من مره بصفتى محامى فما ان رآنى فأمرهم بتركى وقال لى الشنطه دى فيها ايه , كنت احمل بداخل الشنطه البيان الذى سيتم توزيعه على الصحفيين فى هذا اليوم باسم شباب 6 ابريل , فكان ردى عليه ... فيها اوراقى , قالى اوراق المحكمه فلم ارد عليه حتى لا اكذب , فقال طيب يالا اتفضل علشان تلحق جلستك , ذهبت لاكملى طريقى الى ميدان المنشيه ومحكمة الحقانيه التى رايتها محاصره تماما من قوات الامن المركزى الذين تواجدوا بالالاف وايضا ظباط امن الدوله الذين يعرفوننى جيدا , اتجهت الى محكمة الجنايات على البحر وتجمع معى بعض الشباب ووصل عددنا حوالى 20 تقريبا وكان بعضهم ابلغنى انه تم القبض عليه من قبل امن الدوله وسالوه هل يعلم مكانى ثم تركوه بعد ذلك لكى يعود الى بيته ولكنه لم يترك الميدان ويهرب ولكن تمسك بحقه فى التظاهر من اجل حريته وكرامته , اتصلت بالمهندس السيد بسيونى رئيس حزب الغد بالاسكندريه ابلغه ان المظاهره امام الحقانيه مستحيله فالامن يحاصرها تماما فطلب منى ان اسرع بالهرب من محكمة الجنايات لانه علم ان امن الدوله علمت بمكانى ومتجهين للقبض عليا , كان كل همى هو إتمام ما اتفقنا عليه وتنفيذ المظاهره فقط فطلبت منه ان يجد لنا حلا سريعا لبدء المظاهره ولا يهتم بى , وفى هذا الوقت سمعت هتافات بالخارج امام مجمع المحاكم فخرجت لكى ارى ما يحدث فوجدت احدى الفتيات تهتف ومن ورائها بعض الناس حيث انه تم القبض على بعض زملائها ويتم ايداعهم بحجز المحكمه وهى تهتف من اجلهم وازدادت المظاهره ولا اعرف من اين يأتى الناس فكأن الناس جميعا منتظرين ان يبدأ اى حدث لكى يخرجوا يعلنوا غضبهم وبدأ الناس تانى مسرعه
وفى لحظات تجمع ما لا يقل عن الفين مواطن او يزيد فى اقل من خمس دقائق ولو كانت استمرت ما كانت انتهت بسهوله فالشعب ظمآن ووجد طريق المياه لكى يرتوى ويؤمن مستقبل ابنائه , كانت الساعه الحاديه عشر والناس يتظاهرون وفجأه ظهرت قوات الامن والمخبرين بأعداد كبيره , فى البدايه طلبوا من الناس ان تترك المكان ولكن الناس أبت ان تتحرك فطلب احد اللواءات ان يتجمع الناس على الرصيف ويتظاهروا كما يريدون ولكنى اعتقد ان هذا القرار قد جاء بمبادره فرديه منه فما لبث ان صعد الجميع على الرصيف الا وبدأ الامن يقتحم المظاهره محاولا القبض على قياداتها فاستطاع المتظاهرين ان يحموا بعضهم ويدفعوا قوات الامن بعيدا عنهم ولكن تم القبض على اخرين منهم قطب حسانين والفتاه التى بدأت الهتافات واحد زملائى بالحزب والذى استطاع العاملون بمكتب بريد المنشيه ان يخلصوه من ايديهم , ذهبت لكى الحق بمن تم القبض عليه فالتف حولى مجموعه من الناس واعضاء بالغد يمنعوننى من التقدم وفى هذه الاثناء حضر احد ظباط المباحث اعتقد ان رتبته عقيد قبل راسى لكى اذهب واترك المكان واكد لى انه لم يتم القبض عليهم وسوف يتركونهم , فذهبت لاتصل بقطب حسانين فوجدت تليفونه مغلق وزميلى الاخر لم يرد على اتصالى به فتأكدت انه تم القبض عليهم , فعدت مره اخرى متجها نحو قسم المنشيه فما ان رأنى مأمور القسم حتى اخذ يستدعى المخبرين ويطلب منهم القبض عليا , فالتف حولى مجموعه من مخبريه ولكنهم لم يلمسونى بعد , فاخذ ينهرهم اقبضوا عليه ولكنى كنت اقف وهم حولى لا اعرف لماذا لم يقبضوا عليا , فنادى عليا المأمور ( تعالى هنا عندى ) بالطبع رفضت وطلبت منه انه يتقدم نحوى وسوف انتظره ولن اهرب رغم انه كان لدى فرصه كبيره لاهرب من المكان فتقدم نحوى وبالمصادفه حضر احد امناء الشرطه والذى حدثت بينى وبينه مشكله فى وقت سابق فوجد مأمور القسم يطلب من مخبريه القبض عليا فتطوع هو لذلك , وما ان وضع يده على كتفى حتى وجدت كل المخبرين يريدون القبض عليا , رغم اننى كنت اقف امامهم اكثر من خمس دقائق فلماذا لم يفعلوا من قبل , والذى زاد من اندهاشى اننى وانا بطريقى الى قسم المنشيه والمخبرين حولى ومأمور القسم ورائى اتى ملازم اول ليحاول ان يخلصنى من ايديهم وفعلا ابعدنى عن المخبرين وهو يطلب ويلح على المأمور ان يتركنى , ولكن كان مستحيلا ان يتركنى المامور خاصة بعدما احرجته امام المخبرين والمنتظاهرين , ومسكنى هذه المره بنفسه , ولكن هذا الظابط لم ييأس واخذ يخلصنى من بين ايديهم ودفعنى وقال لى اجرى ادخل المحكمه فما كان من مامور القسم ان دفعه فى صدره وهدد بالقبض عليه ان لم يتركنى , فطلبت من هذا الظابط الشريف ان يتركنى ويذهب , وحتى الان لا اعرف من هو كما اننى ملامحه اختفت من ذاكرتى , وما ان دخلت قسم المنشيه وصعدت بالدور الاول وجدت ظباط امن الدوله متواجدين وما ان رآنى احدهم اتجه نحوى مسرعا وقال لى احنا حذرناك كتير المره دى حاتاخد جزائك , كانت البدايه مبشره جدا فكلامه هذا يدل ان الحدث كبير وفوق طاقتهم ولذلك اطمأنيت انه لن يحدث لنا جميعا اى مكروه , وفعلا كنا نتعامل باحترام شديد لدرجة اننى اثناء خروجى من المعتقل كان السؤال الاساسى لدى ظباط امن الدوله انت لما تطلع حاتقول ايه علينا ؟ عاملناك كويس ولا وحش ؟ اديك شوفت بنفسك المعامله محترمه ولا ضرب ولا شتيمه ولا اى حاجه زى مابيتقال ؟
لكن صحيح بالنسبه لنا ماكنش فى ضرب ولا شتائم ولكن بالنسبه لغيرنا من المعتقلين خاصة اعضاء الجماعات الاسلاميه اعتقد انهم وجدوا اكثر من الضرب والشتائم فما سمعناه من روايات عما حدث لهم يشيب له الوجدان .
اعتقد ان الوقت الذى مر بالمعتقل كانت مثل اى وقت مر عليا بالخارج , فمازلت اتحدث فى السياسه كما كنت بالخارج بل اكثر فالمحيطين بى جميعهم سياسيين , فكان الوقت يمر سريعا خاصة اننى لا البث ان انهى حديثى مع شخص ما حتى اجد غيره ونبدأ من جديد حديث اخر اكثر متعه من سابقه , وفى الايام التى كنت افضل ان اجلس وحيدا فيها لاعيد ترتيب افكارى حول العمل بالمرحله القادمه ايضا كانت تمر سريعا جدا , لا انكر اننى كنت استمتع بالسجن رغم ان البعض سيعتبرنى مريضا نفسيا الا ان هذه هى الحقيقه , نعم كنت اشتاق للحريه مثلى مثل الجميع ولكنى لم اشعر يوما بالملل داخل السجن .
لا اجد ما هو هام لاذكره اثناء فترة اعتقالى الا موقفان أثرا بى
الموقف الاول : فى اول يوم تم القبض علينا وتم ترحيلنا واحتجازنا بمعسكر الامن المركزى كنا حوالى 11 فردا حوالى الساعه الواحده ظهرا وكلما يمر الوقت بدأ العدد يتزايد الى ان وصلنا فى الساعه الخامسه الى 85 فردا وكل من ياتى يحكى لنا كيف تم القبض عليه وجدت ان كلا منهم قبض عليه بمفرده اثناء اشتراكه بمظاهره غير التى كان يتظاهر بها الاخرين ومعنى انه يتم القبض على 85 ان هناك بالخارج مالا يقل عن 50 الف وفقا للاعداد التى كانوا يتحدثون عنها , وقتها شعرنا جميعا بالنجاح واننا حركنا الشارع ولم يضيع مجهودنا هباء , ومن شده الحماس وقف ابو عبدالله وهو احد اعضاء الغد السابقين يقول ( يا جماعه احنا نجحنا والله نجحنا اوعوا تيأسوا ) فوقفت بجانبه وقلت ( يا رجاله صقفه كبيره لنفسنا ) مازلت اتذكر عندما سمعوا صوت التصفيق ففتح احدهم الباب ليسألنا فى ايه ؟ ايه اللى بيحصل عندكم ؟ فرد عليه احد الشباب بطريقه ساخره .... ماتشغلوش بالكم انتم ده موضوع خاص بينا فضحكنا جميعا , مازلت اتذكر هذا الموقف ففرحت النجاح انستنا اننا ما نحن فيه .
ايضا اتذكر فى نفس اليوم دخل احد ظباط امن الدوله علينا الحجز وكنت وقتها اصلى صلاة المغرب فانتظرنى حتى انتهيت وطلب من الجميع الوقوف والرجوع للوراء قليلا ورغم انه يعرفنى ويرانى الا انه سأل فين احمد عراقى ... فقال احد الزملاء احمد موجود ... فطلبنى الى جواره فذهبت اليه فقال لى شايف كام واحد مقبوض عليهم ذنب الناس دى كلها فى رقبتك يا احمد وتركنا وخرج , توقعت ان يبدأ من هم معى فى توجيه الاتهامات لى ولكننى فوجئت بهم جميعا يلتفون حولى ويشكروننى وكانت افضل كلمه سمعتها هذا اليوم من شاب عمره 16 عام قالى ولا يهمك منهم كلنا معاك ولو طلعونا النهارده حانتظاهر تانى ونرجعلك .

الموقف الثانى كان اخر ايامى بالمعتقل عندما اجتمع بنا احد ظباط امن الدوله انا وست من المعتقلين وقال لنا احد الاشخاص المحترمين !!! يسعى جاهدا لدى وزير الداخليه للافراج عنكم وصمت لكى نسأل من هو فلم يسأله احد فاضطر لتكملة حديثه انه المهندس موسى مصطفى موسى ؟ ونظر لى مبتسما كنت مصدوما وقتها ألهذه الدرجه وصل التدخل الامنى فى حياتنا وحريتنا , هل اصبحنا لعبه فى يد الحكام يتم القبض علينا بدون ذنب ارتكبناه الا اننا اردنا ان نعيش فى احرار فى بلد سجين وايضا عندما يقرروا الافراج عنا يجعلوننا لعبه فى ايدى العملاء ويسيئون الينا جميعا .
كنت انظر الى هذا الظابط ولا اسمع ماذا يقول فقط كنت اريد ان ارى وجهه وهو يتحدث مبتسما مسرورا بالدور الذى يلعبه .
فجأ بدأت حاسة السمع تعود لى مره اخرى فسالته ليه موسى مصطفى موسى حايتدخل علشانى انا ويطلب الافراج عنى فقال لى لانه رئيس حزب الغد مش انت احمد عراقى عضو الغد قلتله ايوه انا عضو بالغد لكن هو مش رئيس الغد وانا مش معترف بيه , قالى اللى بينكم مشاكل بسيطه لما تطلع اقعد معاه وحلوا مشاكلم , فطلبت منه ابلاغه اننى ارفض تدخله من اجلى ولا اريد ان اخرج بواسطه منه , فقال لنا انتم حاتخرجوا فى اقرب مما تتصوروا فتاكدت ان خروجنا سيكون غدا , وفى هذا اليوم اتى لى بعض المساجين الجنائيين يحدثوننى انهم سمعوا انه يتم الان انهاء اجراءات الافراج عنى , اخذ جميع ظباط السجن فى استدعائى قبل ان اخرج ويحدثوننى ان الفضائيات تنتظرنى بالخارج ومعهم موسى مصطفى موسى فأبلغتهم رفضى التصوير معه , اعتقد انهم ابلغوا ظابط امن الدوله المسئول عن السجن فاستدعانى قبل الخروج بنصف ساعه وجلس معى واخذ يحدثنى عن الحلال والحرام وايه اللى يصح وايه اللى مايصحش وفى النهايه حدثنى ان موسى ينتظرنى بالخارج ليصطحبنى معه فأعدت عليه كلامى مره اخرى بأننى ارفض تدخله ولا اعترف به رئيسا لحزب الغد وسيظل ايمن نور هو زعيم الحزب , فابتسم وقال لى انا مش حافرض عليك كلام تقوله امام الاعلام قول كل اللى انت عايزه بس اطلع الاول بره باب السجن وبعدين الراجل جالك لحد عندك يستقبلك فكان ردى عليه انى اشكر كل انسان حضر يستقبلنى امام باب السجن بغض النظر عن اى نزاعات بيننا ولكنى لن اشكر احد بصفته الحزبيه سوى اعضاء حزب الغد الشرعى زعيمه ايمن نور ورئيسه ايهاب الخولى .