الأربعاء، 27 أغسطس 2008

شهدى عطيه

شهدى عطيه ...... كان زمان
ايام عبد الناصر ... صاحب تطوير معتقلات مصر
في 15/6/1960 كان الرئيس عبد الناصر يشهد مع الرئيس تيتو جلسة للبرلمان اليوغسلافي حين فوجئ بنواب البرلمان يوجهون إليه احتجاجات قائلين: كيف تتحدثون عن الاشتراكية وأنتم تقتلون الاشتراكيين في بلادكم؟ كان الموقف محرجا لعبد الناصر الذي رد قائلا: لم نقتل أحدًا ومن يخرج علي النظام نقدمه للقضاء العادل.. فقدم إليه النواب برقية عن مقتل واحد من أهم المناضلين الشيوعيين في ليمان أبي زعبل في 13/6/1960.كان القتيل هوشهدي عطية الشافعي.ولد شهدي عطية عام 1912 وانخرط في الحركة الطلابية الناشطة التي شكلت منطلقاً مهما للحركة الوطنية المصرية في ثلاثينيات القرن الماضي.. بعد عودته من جامعة إكسفورد انضم إلي تنظيم "إسكرا" الشيوعي وأصبح أحد مصريين اثنين وصلا إلي عضوية اللجنة المركزية وتولي مسئولية "دار الأبحاث العلمية" فاستطاع استقطاب أعداد كبيرة من شباب المثقفين للحركة الشيوعية وساهم في تأسيس اللجنة الوطنية للطلبة والعمال التي قادت مظاهرات فبراير 1946 ضد مفاوضات حكومة الأقلية مع الإنجليز. وبعد اندماج تنظيمه في الحركة المصرية للتحرر الديمقراطي (حدتو) تولي شهدي عطية رئاسة تحريرصحيفتها "الجماهير" وأصبح عضوًا باللجنة المركزية للتنظيم.. ثم اصطدم مع هنري كورييل وأعضاء التنظيم بسبب مقالاته التي دعا فيها لتشكيل حزب شيوعي مصري يمثل الطبقة العاملة. كان عطية من المؤيدين لثورة 1952 بل واعتبرها حركة تقدمية.. كانت آراؤه المتعاطفة مع النظام الناصري أثناء حرب العدوان الثلاثي سببا جعل جريدة المساء تنشر مقالاته، وعقب تأميم قناة السويس والأزمة السياسية التي نجمت عنها، كتب "تطور الحركة الوطنية المصرية 1882 ـ 1956" والذي يعتبر من أهم القراءات الوطنية الماركسية عن تاريخ مصر، وكان قد سبقه عام 1955 بكتابه "أمريكا والشرق الأوسط" الذي أيد فيه الضباط الأحرار بوصفهم معادين للإمبريالية، وصدر حكم بسجن شهدي 7 سنوات.. خرج بعدها ليصطدم بعبد الناصر فاعتقل مرة أخري في يناير 1959 مع الشيوعيين. لكنه ظل يدافع عن إنجازات عبد الناصر الداخلية ومواقفه الخارجية وسياسة عدم الانحياز بل وأكد ذلك في مارس 1960 أثناء محاكمته مصرحا أن " علي كل وطني مصري حقيقي ان يساند النظام الناصري ويؤيده ".في ليمان أبوزعبل أعطي الضابط عبد اللطيف رشدي أوامره بضرب شهدي حتي مات من التعذيب.. وصل الخبر عن طريق زوجته إلي أصدقائه داخل مصر وخارجها وكان عبد الناصر في زيارة ليوغسلافيا فطاردته برقيات الاحتجاج، وتعرض لانتقادات علنية من نواب البرلمان اليوغسلافي؛ مما دفعه لإرسال برقية عاجلة لوزير داخليته بوقف التعذيب وترحيل المعتقلين إلي مكان أكثر أمنا وإجراء تحقيق عاجل حول ما حدث.حاول عبد اللطيف رشدي التقرب من المعتقلين وتبرير سلوكه الإجرامي بهدف الإفلات من تحقيق النيابة التي طلبت رؤية الذين سمعوا الضابط وهو يعطي أوامره بالضرب، توقف التحقيق بعد ذلك.. لكن أحيل اللواء إسماعيل همت (أحد أهم المسئولين عن التعذيب في ذلك الوقت) للاستيداع وتم نقل مأمور الليمان حسن منير لمصلحة الحدود.تلك عدالة الحكومة.. أما عدالة السماء فأصابت كل من شارك في مقتل شهدي عطية.. فعبداللطيف رشدي مات مقتولا بعد نقله إلي الصعيد، أما الصول مطاوع الذي قام بالتعذيب فتوفي مشلولا وقتل ابن الشاويش عبد السلام الوحيد في حادث سيارة.. بينما نقل اللواء حسن المصيلحي، مدير مصلحة السجون، بعيدا عن المباحث العامة بعد ثورته علي قرار جمال عبد الناصر بإصدار عفو شامل عن جميع المعتقلين.. في عهد مبارك يتم ترقية الضباط حسب قدرتهم علي التعذيب!! شهدي عطية الذي ناضل حيا من أجل فكرة.. ناضل أيضا ميتا.. فبمقتله إنتهت مذبحة كان من المفترض أن تتم ضد الشيوعيين لولا أن وفاته جعلت عبد الناصر يأمر بوقف التعذيب في ليمان أبوزعبل.. بعد ذلك بسنوات خرجت مصر من معادلات السياسة مكتفية بدور الوسيط والمحلل السياسي.. بينما استمر التعذيب بمنهجية أكثر دقة تناسب عهداً لا يجد ما يفخر به سوي مجموعة من الكباري
منقوله ... نظرا لما يحدث الان للمصريين
زمان...كان هناك شاب .مجرد شاب...دفع حياته في زنزانة معتقل من شدة التعذيب..من أجل المبدأ والحرية ودفاعا عن الفقراء..
وبسبب موته توقف التعذيب_مؤقتا_ في المعتقلات.هذا هو "شهدي عطية" لا أحد يعرفه الآن...كنت اقلب في اوراقي "القديمة" فوجدت هذه الكلمات التي كتبتها تفاعلا مع ما قرأته وقتها
عن الوان التعذيب التي ذاقها...فاردت تسجيلها بمدونتي رغم اني كتبتها وقتما كنت مجرد فتى ...فرغم بساطة تعبيراتها لكنها ..
صادقة..وهذا يكفي فإلى كل "شهدي عطية" في كل مكان انشرها.
شهدي مات!تضطرب الجدران شهدي مات! والعار يحط على القضبان شهدي مات وكلاب التعذيب تصاب بغثيان شهدي الثورة ..اليافع ..مات؟ شهدي النور الدافق...مات؟ شهدي...ماعدتً أراهلم يُدرك حتى موته...غير الموت حين تلقاه لكن ..واأسفاه...شهدي مات
كنت تقول...والصمت يطول كنت الحل كنت البلسم كنت الأمل المجهول
الثورة يا شهدي ما ماتت ما كانت أن تحيا بحياتي أو بحياتك الثورة يا شهدي تبقى وبرغمك أو رغباتك في الثورة يا شهدي تكمن كل حياتي وحياتك مادام الثدي جفاف والظلم رياح طواف والقهر زعاف الثورة يا شهدي تبقى حتى يموت السياف
وتموت يا شهدي تحت الأرض مكفونا بجدار الزنزانة وزراعك ممدودٌ للأيام يقتطف قطوف العمر قبل أوانه
لا تهدأ يا شهدي ..لا تسكن الثورة فينا تبقي كإن حياتك يا شهدي نبض في قلب مريديك إن كنت بداية نحن نسير إن كنت نهاية يكفيك...

الأحد، 10 أغسطس 2008

الصلاه خير من العمل الصلاة خير من العمل


الصلاه خير من العمل اكيد عن السلفيين هى كده مش مصدقين طيب شوفوا حصلى اليه

المكان ... مدينة الاسكندريه ... مديريه الامن ... الدور السادس ... الشئون القانونيه

الزمان ... العاشر من اغسطس لسنة الفين وثمانيه ميلاديه الساعه الواحده وخمس دقائق ظهرا

الحدث ... اذان الظهر يرفع الان ... اسمعه من جميع الاتجاهات من داخل وخارج مديرية الامن احاول ان اسرع الخطوات لكى اصل الى الغرفه التى يتواجد بها الموظفون لكى انهى عملى قبل ان يذهب احدهم للصلاه

وصلت الى غرفتى فوجدتها مليئه بالموظفات اللاتى اتين خصيصا الى هذه الغرفه ليؤدين صلاة الظهر جماعه وكان اغلبهن يرتدين النقاب فاعتقد اننا فى دولة ايران او ان مجموعه من السلفيين احتلوا مبنى مديرية امن الاسكندريه

بمجرد وصولى للغرفه اخرجت طلبى فقالت احداهن انتظر بعد الصلاه فسوف نصلى الان ورغم ان طلبى كان ينتهى فى 30 ثانيه على الاكثر الا ان حرية الاعتقاد وحرية ممارسة الشعائر الدينيه تلزمنى ان انتظر فمن حقهن خمس دقائق يصلين فيهم الظهر خصوصا ان بعضهن قد تسكن بعيدا عن مقر العمل وقد تصل بيتها بعد اذان العصر فلماذا نحرمها ان تؤدى صلاة الظهر فى موعدها خصوصا اذا كان باستطاعتنا الانتظار

خرجت وجلست على احد المقاعد منتظرا انتهائهم من الصلاه

الساعه الان الواحده وعشر دقائق ..... الان سيفتح باب الحجره وانظر اتجاه الباب فلا يفتح ..... نعمممممممم فبعد صلاة الظهر ركعتين صلاه السنه
ممكن يكونوا بيصلوها طيب ماشى زى بعضه ممكن استنى خمس دقايق كمان رغم انى اعتقد ان تادية العمل واجب وصلاة السنه قد تترك لبعد العمل

الحمد لله الساعه الان الواحده والربع الان سيخرجون لانتهى من عملى الان سيفتح باب الحجره الااااااااااان لماذا لم يفتح الباب

اتجهت نحوالحجره ولكن ماذا افعل هل افتح عليهن لا انا بجد زهقت انا حاكتب زى الناس

حاضر طيب ماشى اوك استنى تانى خمس دقايق
يا مسسسسسسسسسهل يااااااا رب

الساعه بقت واحده وعشرين دقيقه فات ربع ساعه بيصلوا ايه دول تانى ماكفايه صلاه وشوفى شغلكم بقى

رحت خبطت على الباب ماحدش بيفتح ولا بيرد هو فى ايه مش معقول لسه بيصلوا فجأه لاقيت اتنين موظفات جايين بيفتحوا الباب سالتهم هما لسه بيصلوا قالولى ايوه لسه استنى خمس دقايق

مانا بقالى ربع ساعه استنى ليه تانى وانا مالى بصلاتهم دى اكيد صلوا الظهر خلاص وانا استنيت يبقى صلاة السنه فى البيت بس برضه قلت ماشى استنى يمكن يخلصوا

الساعه بقت واحده ونص والخمس دقايق الجداد بقوا عشره هوفى ايه الناس دى بتعمل ايه جوا

فجأه حضر احد الموظفين وجلس جمبى وقالى
..... انت مستنى ايه
\\\ مستنى الشئون القانونيه
.... لسه بيصلوا
\\\ طيب امتى يخلصوا انا زهقت
.... استنى حاشفهملك

راح يشفهم ورجع
..... لسه بيصلوا يا بيه
\\\ ياعم انا مش بيه انا زهققققققققققققققققققققققققققت خلصونى
الساعه الان وصلت واحده واربعين دقيقه مش معقول كده ماعنهم ماصلوا انا عايز امشى موضوعى لا يستغرق نصف دقيقه
..... حاضر ثوانى
\\\ مافيش ثوانى ابعد عنى

بدات التخبيط على الباب بقوه فخرجت واحده منقبه ايوه فى ايه قثلتلها انا عايز اسال على الطلب ده
هى ماحنا بنصلى لسه ادخلك ازاى واحنا بنصلى
سالتها وهما بيصلوا انتى بقى بتعملى ايه مانتى بتكلمينى اهومش بتصلى
ثانيا انا مالى بصلاتهم انا وصلت هنا فى وقت العمل الرسمى
كمان انتم بتصلوا ايه كل ده الساعه واحده وخمس واربعين دقيقه وانا هنا من واحده وخمسه
هى طيب استنى الاخوات يخلصوا صلاه اصبر شويه
انا شويه اد ايه يعنى
هى عشر دقايق ممكن
انا طبعا اتخنقت 10 دقايق ايه تانى امال كانوا بيعملوا ايه كل ده يا استاذه طلعيلى اى واحده تبصلى على الطلب ده وخلصى انا زهقت منكم
كلكم كده ومش عارفين ان الدين نص على العمل ولم يقتصر الدين على الصلاه فقط
خلصيلى شغلىيا ست انتى بقالك لحد دلوقتى 45 دقيقه بتصلوا الظهر هوفى اييييييييييييييييه
هى طيب هات وحاشفهولك بس استنى بره
راحت شافته ورجعتلى الساعه 2
انا كان كل همى اعرف هما خلصوا صلاه ولا لسه ماكنش الطلب مهم خلاص ماهى حاجه تنسى الواحد العالم كله
رجعت كلمتنى عنطلبى وانا كان كل همى اسالها خلصتوا صلاه
هى لا لسه الناس بتصلى
انا هما بيصلوا ايه كده بقالهم ساعه انتم بتعملوا ايه
هى اصل فى ناس بتصلى براحتها بيحبوا يطولوا

انا مايطولوا فى بيتهم وانا مالى ولا عنهمما صلوا اصلا انتم واللى زيكم حاتخلونا نطالب بمنع الصلاه نهائيا اثناء العمل انتم ناس كسلانين اكيد وبتلجأوا للهروب من الشغل بحجة الصلاه

الجمعة، 1 أغسطس 2008

شباب 6 ابريل وانتصار 23 يوليو

كانت البدايه دعوة عامه لشباب 6 ابريل للحضور بحزب الغد بالاسكندريه لتنظيم لقاء ودى بينهم وبين شباب الحزب وحركة تضامن بالاسكندريه , حضر اللقاء ما يزيد عن 60 شابا من محافظات مختلفه , إتفق شباب 6 ابريل ان يتم تنظيم يوم على شاطىء الاسكندريه بعد انتهاء لقاء حزب الغد ويتضمن هذا اليوم فقرات غنائيه ومسرح شارع , كان شاطىء سيدى بشر ينتظرنا جميعا ليستمع الى اغانينا الوطنيه التى حرم منها منذ اكثر من 27 عاما , بمجرد ان بدأ بعض الشباب عمل طياره ورقيه مرسوما عليها علم مصر حتى ظهر احد ظباط امن الدوله يحاول تكسير الطياره فقط لان علم مصر مرسوما عليها , إعتقدت وقتها ان لديه عمى الوان ويعتقد ان العلم المرسوم يحمل الوان الازرق والابيض وبالمنتصف نجمه فاعتقد انه علم اسرائيل فاشتعلت الوطنيه برأسه فحاول تكسير الطائره وتقطيع العلم ولكننا اوضحنا له انه علم مصر التى تأويه هو ورفاقه من ظباط امن الدوله والذى يجب ان يكون دورهم هوحماية الامن وحمايه الدوله وبالتالى الحرص على ان يكون علم مصر مرفوعا دائما ولا سيما ان يرفع لعنان السماء مرسوما على طائره ورقيه , ولكن قام هذا الضابط بتمزيق علم مصر وتكسير الطائره الورقيه التى تهدد امن واستقرار البلاد وقام بالبصق على العلم بطريقه مهينه يهتز لها وجدان كل مصرى فهل يهتز لها وجدان رئيس الجمهوريه ؟ هل يطلب التحقيق مع هذا الظابط الذى بصق عل علمنا خصوصا ان هذا الامر تكرر مره اخرى بعد نصف ساعه تقريبا من النقيب عبد العزيز وهو ايضا احد ظباط امن الدوله بالاسكندريه الذى قام بالقبض علينا بطريقه بشعه ونحن على رصيف بحر سيدى بشر نغنى اغانى وطنيه يحتفل بعضنا بذكرى 23 يوليو , حيث هجم هو ومخبرينه علينا وهددونا بالامواس واعتدوا علينا وامرونا ان ننام على وجوهنا على رصيف البحر وكنا ننام فوق بعضنا البعض فتذكرنا جميعا ما حدث للاخوه العراقيين من تعذيب على ايدى قوات الاحتلال الامريكى بسجن ابو غريب بالعراق , ثم امر هذا الضابط السادى مخبرينه ان يضعوا ارجلهم على رقابنا واجسادنا وقام بتمزيق علم مصر والبصق عليه قائلا طظ فى مصر , ثم وجدته يسال احمد عراقى فييييييييييييييين مش عارف مين ابن الناس الطيبه اللى قاله اهو فهجم عليا وضربنى بجزمته فى وجهى ضربه قويه ولكنى لم اهتز , ثم اخذ يضرب اخر ويقول له عاملى بطل يا احمد يا ماهر والغلبان اللى بيضرب يقوله مش انا احمد ماهر والله ما انا, ثم تم اقتيادنا جميعا الى قسم الرمل اول حيث تم الاعتداء علينا بالضرب والسب من قبل النقيب عبد العزيز الذى جعلنا نقف اكثر من 7 ساعات وجوهنا للحائط رافضين اعطائنا الماء لكى نشرب وفى بداية الساعه الثامنه وافق هذا الظباط على احضار زجاجة ماء لنا نحن الثلاثة عشر شابا وذلك بعد ان اخذ يتحدث معى بعض الوقت ويقول لى انت زى اخويا وانا بحترمك جدا بس برضه انت حاتشيل القضيه كلها , وسالنى انت اكلت قلتله مش مهم الاكل المهم نشرب كلنا , وبعد ان انتهى ضباط امن الدوله من تلفيق القضايا لنا تم اقتيادنا الى نيابة الرمل اول وكما قال لى احد المخبرين انت ومصطفى ماهر حاتدخلو عند مدير النيابه يعنى درجه اولى عندما دخلت قال لى انا اسف على اللى حصلك منهم لله ضباط امن الدوله ماعندهمش قلب ولا ضمير واجلسنى واحضر لى الماء وبدأ يسال ويقول لى تهم تافهه جدا مش ممكن تحصل , وسالنى هل كانت هذه المنشورات بحوذتك فانكرت فلم يكن معى اى اوراق فأخذ يقرا الاوراق ويقول والله اللى كتب الكلام ده عنده حق البلد فعلا مليانه فساد , فسالته يعنى حاتخرجنا كلنا , كان رده اطمن كلكم حاتخرجوا بكره الصبح حاستدعى ضابط امن الدوله واستجوبه وحاطلعكم كلكم , عدنا لقسم الرمل اول وكانت ليله شديده القسوه علينا جميعا حيث كان الحجز ضيق جدا لا يتسع لنا فنام بعضنا جالسا والاخرين فوق بعضهم على بلاط الحجز الاسود من الظلم والقهر الذى يتعرض له المصررين فى وطنهم وكأننا مجموعه من الدجاج بل لو كنا دجاجا لاهتم بنا صاحب المزرعه خوفا على حياتنا ولكن قال لنا ضابط القسم دى تعليمات امن الدوله وكانت الارضيه مليئه بالماء الذى تم سكبه قبل دخولنا الحجز ولكن بالرغم من كل هذا نمنا من شده التعب والارهاق , فى الصباح تم اقتيادنا مره اخرى للنيابه ودخلت ايضا للدرجه الاولى اى مدير النيابه والذى رايته انسانا اخر بعد ان استجوابه لضابط امن الدوله فكان الخوف يملأ وجهه وايضا رايته محرجا يسالنى ولا يريد ان ينظر لى فاستشعرت ان ضغوطا كبيره وقعت عليه فأردت ان ارفع الحرج عنه وقلت له اعلم ان القرار اصبح خارج عنك واعلم ان القرار سيكون خمسة عشر يوما لنا جميعا فقال لى انا اسف القرار مش بايدى , واخذ يوجه لى سيل من الاتهامات بداية بتاسيس تنظيم محظور يسمى تنظيم شباب 6 ابريل واننى قمت بتجنيد بعض الشباب وتوزيع الادوار عليهم وقمت بطباعة التشيرتات مكتوبا عليها شباب 6 ابريل وكتبت وطبعت المنشورات واشتركت مع احمد ماهر فى تاسيس جروب على الفيس بوك لتنظيم الشباب من خلاله واننى احضرت اعلام مصر وكأن حيازة اعلام مصر اصبحت تهمه وقال لى ان ضابط امن الدوله يقولك انك المؤسس وسبق ان قبض عليك يوم 6 ابريل وعليك قضيه قلب نظام الحكم لسه ماتحكمش فيها , بصراحه من غيظى قلتله لا ماتمسكتش ومفيش عليا قضايا والضابط ده كداب رغم انى عارف انه مقدم صوره من القضيه القديمه بس قلت اعمل زيهم واكدب ولومره , فما هذا الذل الذى نتعرض له جميعا حتى النيابه العامه التى يجب ان تكون خصما شريفا لا تملك القرار , فهل اصبح جهاز امن الدوله هو الاقوى فى مصر فهم من يحكمون ويصدرون القرارات وعلى الجميع ان يتبع تعليماتهم والا ذهب وراء الشمس حتى ولوكان مديرا للنيابه , بالفعل صدر القرار بحبسنا خمسة عشر يوما على ذمة التحقيق وعدنا الى قسم الرمل لنحجز فى غرفه اكثر ضيقا تمتلىء ارضيتها بالماء ثم بعد بضع ساعات تم نقلنا الى قسم الترحيلات لنقضى يوما ونصف مغلق علينا باب الزنزانه 24 ساعه ننام ايضا على ارضيه شديده السواد وسط مجموعات كبيره من الحشرات الزاحفه التى يأسنا من قتلها فتركناها تلهو وتلعب فوق اجسادنا وعندما طلبنا تنظيف الزنزانه او فتح الباب ولو قليلا ايضا كان الرد دى تعليمات ضباط امن الدوله , كنا قبل ان نترك قسم الرمل اول لنذهب الى الترحيلات وجدنا احمد ماهر مقبوض عليه ويجلس داخل القفص الحديدى بالقسم لم نستطع ان نتحدث معه كثيرا ولكنه لحق بنا فى نفس اليوم فى الترحيلات , إنتقلنا يوم السبت الى سجن برج العرب فندخله محبوسين على ذمة تحقيق سياسى فكان يجب ان نعامل معامله السياسيين ولكن ايضا قال لنا امن السجن امن الدوله موصى بعزلكم عن باقى المساجين السياسيين ويتم غلق باب ربع العنبر عليكم لا تخرجوا منه كباقى السجناء , كل هذه الايام تمر ولم يحضروا لنا اى طعام وكأن قرار الحبس الاحتياطى صدر مزيلا بمنعهم من الطعام , كانت لى ذكريات واصدقاء بسجن برج العرب فقد امضيت شهرا به محبوسا احتياطيا ثم معتقلا عندما قبض عليا فى اضراب 6 ابريل , منهم كريم عامر ومسعد ابو فجر ويحيى واخرين بمجرد ان شاهدونا احضروا لنا بعض البطاطين والطعام واناروا لنا الزنزانه وكان استقبالهم لن رائعا اضاع مشقه الثلاث ايام السابقه , وثانى يوم كان المحامون قد استأنفوا قرار الحبس الاحتياطى فنزلنا جلسه الاستئناف وكنا صممنا ان نملأ الاسكندريه بهتافتنا من داخل عربة الترحيلات فاخذنا نهتف بكل ما اوتينا من قوه مطالبين بحرية مصر وحرية اولاها وكان المشهد رائعا عندما دخلت العربه المنشيه ووجدنا المئات فى انتظارانا وظلو يهتفوا معنا عمر السجن ماغير فكره وعمر القهر ما أخر بكره , وصدر قرار القاضى رائعا بإخلاء سبيلنا جميعا رافضا كل الضغوط التى حدثت من قوات امن الدوله , وللاسف كانت الضغوط تؤتى ثمارها مع النيابه العامه فاستأنفت النيابه قرار المحكمه وعلمنا انه سيتم عرضنا على محكمة الجنايات لنظر استئناف النيابه العامه لقرار اخلاءالسبيل اليوم التالى , عدنا الى السجن ومنعنا حرس المحكمه من الحصول على الطعام والشراب الذى احضره لنا اهلنا وحزب الغد وشباب 6 ابريل لنعود نجد ان ادارة السجن لم تصرف التعيين المقرر لنا من الطعام مثل باقى المساجين فنعود لنتسول الطعام من المعتقلين السياسيين واصدقائنا بالسجن , وندخل الى الزنزانه لننام من الارهاق واستعدادا لليوم التالى وعرضنا على الجنايات والتى ذهبنا اليها صباح الاثنين وطلب القاضى واحدا منا يمثلنا امامه فرشحنى زملائى لذلك وما ان تواجدت امامه حتى اصدر قرار برفض الاستئناف واخلاء سبيلنا جميعا قائلا إن هؤلاءالشباب لا يمكن ان يحاكموا بتهمة الوطنيه وحب مصر , عدنا مره اخرى الى السجن ونحن نهتف داخل عربة الترحيلات وهتفت معنا القوه المرافقه لنا , وقد استطعنا هذه المره الحصول على متعلقاتنا واخيرا بعد خمس ايام نستبدل ملابسنا التى اصبحت شديده السواد والتى اصابتنا بامراض جلديه مختلفه بملابس اخرى نظيفه ونستعد مره اخرى للافراج عنا فنعود للترحيلات فى اليوم التالى ونقضى يوم الثلاثاء لنتفرق يوم الاربعاء ويتم ترحيل 11 شابا الى محافظاتهم ليتبقى انا واحمد عبد الوهاب ويوسف شعبان ننتظر بضع ساعات حتى تم ترحيلنا الى قسم الرمل ليتم اخلاء سبيلنا بعد رحله اسبوع مليىء بالقسوه والعذاب والظلم . كل الشكر لاحمد ماهر ومصطفى ماهر وباسم فتحى ومدحت شاكر وخالد ونور وعمرو وطارق ومعتصم ومحمد محمود وعفيفى ويوسف شعبان واحمد عبد الوهاب فرغم قسوة هذا الاسبوع الا اننى استمديت قوتى وصبرى من روحهم القويه فلم اجد بينهم خائفا او يائسا اومحبطا ولكنى وجدتهم صامدين كلما يمر يوما يزدادون قوه اتلو عليكم هذه الايه الكريمه حتى لا ننسى اتحادنا فقد كنا جسدا واحدا ضد القهر والظلم بسم الله الرحمن الرحيم ( يا أيها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ) صدق الله العظيم اخيرا اقول لكم يا زملائى كلما ازدادت قسوتهم معنا كلما ازددنا قوه فلا يرهبكم طغيانهم فنحن معا اقوى بإذن الله هلا بك