الجمعة، 19 سبتمبر 2008

التسامح فى الاسلام ...... الاسلام وخصومه

الاسلام دين التسامح ودين التعايش بين جميع البشر لا يجب تحويل الاسلام الى دين التعصب والتشدد لن اقول من قبل المتعصبين ولكن من قبل بعض المسلمين فالاسلام دين الوسطيهيقول الله عز وجل فى سورة المائده( ولا يجرمنكم شنان قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى ) الشنان هو العداوه والبغضاءاى ان الاسلام فقط لا يأمرنا ان نعدل فى حكمنا على الامور بغض النظر عن حالتنا الشخصيه وبغض النظر عما تحتويه انفسنا من مساوىء او من خيرولكن ايضا فى حالة وجود عداوه لا يجب لهذه العداوه ان تؤثر على حيادنا فى حكمنا على الاشياءوالقرأن فى وصفه للسابقين ورغم لهجة الغضب التى يتحدث بها عنهم الا ان القرأن الكريم لا يطمس اى ميزه لهم بل كان يذكرها فما كان لاى خصم للاسلام من صفه حسنه والا ذكرها القرأن , مثلا نذكر ملكة سبأ وقومها رغم ان القرأن اكد ضلالهم الدينى فى عبادتهم للشمس الا انه ابرز مزايه الملكه فى سياستها والتزامها بالشورى وايضا سداد رايها وحسن استنتاجها وكذلك حسن مواقف شعبها الذى استطاع التوفيق بين مصلحة الشعب والطاعه للملكه , وايضا عندما تحدث القرأن عن النصارى فقد ابرز القرأن مزايا عديده فى خلقهم لم يوصف بهم امه من قبل .حرية الراى اكد الاسلام على حرية الراى ونص عليها فى امثله كثيره بالقرأن الكريمليس فقط حرية الراى بل ايضا اعطت الخصوم الشعور ولو كانت منزلتهم صغيره الى انتهم مساوين فى المنزله لخصومهم مهما عظم شانهموانه يستطيع مزاوله كافة حقوق الخصم فى ابداء الراى والاعتراض وعرض الادله والخصومه اولا اما تكون خصومة راى او خصومه موقف وخصومة الراى تكون بين الاصدقاء فالاختلاف فى الراى لا يفسد ما بين الاصدقاء اما خصومة الموقف فتتعدى اختلاف الراى الى العلاقه بين الطرفين ويمكن ان تصل للعداوهواذا قرأنا الجزء الاول من القران فى اول ايام رمضان نجد مثال رائع لخصومة الراى بين الله سبحانه وتعالى وملائكته فعندما خلق الله ادم عليه السلام واراد الله ان يخلفه فى الارض فعرض الله الامر على الملائكه رغم ان الله سبحانه وتعالى ليس فى حاجه الى فعل ذلك واذا بالملائكه تعترض على ذلك بحجة الافساد فى الارض ( واذ قال ربك للملائكة انى جاعل فى الارض خليفه قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال انى اعلم مالا تعلمون ) ماذا فعل الله عند اعتراض الملائكه لم يغضب الله من رايهم المعارض له وهم الملائكه التى خلقت لعبادته فقط لا غير وانما سمح الله لهم بابداء رايهم المعارض له ورد عليهم عمليا بإجراء اختبار يؤكد به صدقه ( وهل الله بحاجه الى تاكيد صدقه ) ولكن احتراما للخصوم وعدم الاقلال منهم رغم انه الله سبحانه وتعالى عن كل شىء الا انه لم يهمل رايهم ولم يتعالى عليهم ولكنه اختبرهم عمليا وعندما فشلوا فى الاختبار ونجح ادم عليه السلام عرفت الملائكه الصواب وخروا لادم ساجدين .( وعلم ادم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكه فقال انبئونى بأسماء هؤلاء ان كنتم صادقين * قالوا سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم * قال يا ادم انبئهم بأسمائهم فلما انبئهم بأسمائهم قال الم اقل لكم انى اعلم غيب السموات والارض واعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون )سبحان الله فان كان الله سبحانه وتعالى يسمح بحرية الراى والاعتراض ويناقش صاحب الراى المخالف ناتى اليوم ويظهر بعض المسلمين باراء يقولون عنها انها لا تقبل النقاش . افتراض المساواه بين الله والالهه !!!!!!!!!بصراحه انا بكتب الموضوع واخشى من هجوم البعض لمجرد قرائتهم العنوان ولكن اتمنى تكملة الموضوع والتفكير فيه اولا فهو مجرد وجهة نظر اقتنعت بها بعدما قرأت بعض الكتب وقرأت ايات القرأن الكريم التى تنص على ذلك او تجعلنا نفترض ذلكفالقرأن الكريم يدعونا ان ننظر للمشركين على انهم اطراف فى خصومه معنا وما داموا اطراف بالخصومه اذن فلهم كل حقوق الخصم مثلهم مثلنا فتلك هى العداله فلهم الحق فى ابداء رايهم ووضع حججهم والاختلاف فى الراى معنا واثبات ان رايهم هو الحق فلهم كل مالنا من حقوق اثناء هذ الخصومه التى بيننا وبينهم وذلك حتى تنتهى الخصومه بظهور الحق لاحد الطرفين اما قبل ظهوره فالعداله تقتضى المساواه بين الطرفين فى حقوق الخصم .يترتب على ذلك اذا كان من حق المسلم ان يسب معبود المشرك ولو كان احد الاصنام فمن حق المشرك ان يسب معبود المسلم وهو الله عز وجل قد يغضب البعض من هذا الكلام ويقول كيف نترك مشركا يسب الله عز وجل وفى نفس الوقت يرى انه من حقه ان يسب هذا الصنم حيث ان المشركين على باطل وهو على حق ولكن سماحة الاسلام وعدله وانصافه تأتى هنا ايضا فيأمر القران المسلم بعدم سب معبود المشرك حتى لا يسب المشرك الله( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل امة عملهم )والنبى عليه الصلاة والسلام كان يطبق هذا الانصاف ففى صلح الحديبيه عند كتابه صيغة الصلح بين املى النبى من يكتب الصلح ( هذا ما عاهد عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو ) فاعترض سهيل بن عمرو قائلا لو نعلم انك رسول الله ما حاربناك فكان اول من ايده النبى نفسه رغم اعتراض بعض المسلمينارى انه يترتب على هذاالانصاف بين الخصوم انه لا يجوز لاى انسان ان يجبر انسانا اخر على اعتناق فكرته او عقيدته فلا يجوز للمسلم ان يجبر المسيحى او اليهودى مثلا على اعتناق الاسلام حتى لو كان بامكانه فعل ذلك كما لا يجب ان يشعر بالغضب من اداء المسيحى او اليهودى لطقوس دينه فمن حقهم مزاولة دينهم كما يشاؤون طالما لم يتعرضوا بالايذاء لاى احد فلا يجوز ان يتعرض لهم احد بالايذاءالحب والكره والانصافللعاطفه تأثير قوى على الانسان وليس للانسان تاثير على العاطفه فالحب والكره لا يتحكم الانسان فيهما ولذلك لا يحاسب الله الانسان على العاطفه ذاتها ولكن يحاسبه على السلوك المترتب على هذه العاطفه , فالإنسان له ان يحب ويكره كما يشاء ولكن ليس له ألا يعدل فى حبه او كرهه , فلا يجب الا يدعوه الحب او البغض الى ظلم احد , اذا وصلت العاطفه الى درجه لا يستطيع الانسان التحكم فيها فإن الامر يكون قد خرج من يده ولا يحاسب على درجه من عدم العدل فى هذا الحب مثال لذلك العدل بين الزوجات فالرجل الذى يتزوج بأكثر من واحده امره الله بالعدل بين الزوجتان ورغم ذلك يقول الله عز وجل ( ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل ) 129 سورة النساء ولكن ماهو العدل المقصود فى الايه والذى لن يستطيع الرجل ان يتمه , هو العدل فى الحب فالحب لا يتحكم فيه الانسان ولذلك لا يحاسب الانسان على تفاوت درجات الحب للغير , ولكن ما يحاسب عليه هو سلوكه اتجاه هذا الغير فلا يجب لهذا الحب او للبغض ان يؤثر على سلوك الانسان اتجاه الغير او طريقة المعامله فما فى قلب الانسان هو ملكه وحده اما الانصاف اتجاه الغير هو امر مطلوب يجب العدل فيه , وقد يكون ابراز محاسن الحبيب هو امر عادى وطبيعى ولكن الخصم والعدو قد يكون مكروها وهذا هو الطبيعى لكن لا يجب ان تصل درجة الكره الى ظلم هذا العدو وعدم انصافه وقليل من الناس هم من ينصفون ويستطيعون ابراز محاسن خصومهم وقد نصف القرأن الكريم خصوم الاسلام ومن خصوم الاسلام الذين نصفهم القرأن من خصوم القرأن الذين انصفهم الله فى القرأن الكريم رغم انهم كانوا من الد اعداء الله فى وقتهم .1- فرعون يوسف عليه السلاموهو الفرعون المعاصر لسيدنا يوسف عليه السلام اى ملك مصر فى هذا الوقت وكان ملك الدوله المصريه يسمى فرعون وهو يطلق على اى ملك يتولى حكم الدوله المصريه وليس اسما لملك معين كما كان يسمى اى ملك يتولى حكم الروم فى هذا الوقت بقيصر الروم وملك الفرس بكسرى .وكان فرعون سيدنا يوسف من اشد اعداء الله فى هذا الوقت فكان يمزج سلطته بالدين ليسيطر على الشعب ويجعله خاضعا له اولا لما له من سلطان باعتباره الحاكم وثانيا لخضوع الشعب للالهه بإعتبار ان الفرعون هو الاله او ابن الاله او هو منفذ اوامر الاله فى الارض .ورغم ذلك الا ان الله انصف فرعون فى القرأن بإبراز مميزاته ولم يقتصر فقط على ابراز مساوئه باعتباره عدوا للهفمن مميزات فرعون التى ابرزها القرأن 1- العدل 2- حسن اختيار معاونياولا العدلفعندما رأى الملك فى المنام سبع بقرات عجاف يأكلن سبع بقرات سمان وسبع سنبلات يلتففن حول سبع سنبلات خضر ليحطموهم وارسل الى الكهنه ليستشيرهم فى هذه الرؤيه فلم يستطيعوا فهمها الا انا صاحب يوسف فى السجن طلب عرض هذه الرؤيه عليه لعلمه انه قادر على تفسير الاحلام , فلما عرض الرؤيا عليه فسرها يوسف بأن البلاد سيكون بها خير كثير لمده سبع سنين ثم يليهم سبع سنوات تجف بها الارض والزرع والخير كله وان هذه السبع ستبتلع كل الخير الذى تم انتاجه فى السبع سنين الاولى التى تميزت بالخير , فلما علم الملك بهذا التفسير طلب ان يأتوه بيوسف من السجن ولكن يوسف رفض ان يخرج من السجن قبل ظهور برائته من التهم التى اتهمته النساء بها ( وقال الملك ائتونى به , فلما جاءه الرسول قال ارجع الى ربك فاسأله ما بال النسوه اللاتى قطعن ايديهن ان ربى بكيدهم عليم ) الايه 50 من سورة يوسف وهنا يظهر عدل فرعون وعدل جنود فرعون واحترامهم لحقوق الانسان فى هذا الزمن السحيق والذى يدل على ان المصريين كانوا يحرصون على حقوق الانسان ولم يعيشوا تحت نظام السخره كما يشاع .فلو امر اليوم رئيس البلاد من جنوده ان يحضروا اليه احد السجناء ورفض هذا السجين ماذا سيفعل الجنود بل لو طلب مأمور السجن احضار احد السجناء وليس رئيس البلاد هو الطالب ماذا سيفعل الجنود , اكيد سيهان هذا السجين وسيعذب اشد انواع العذاب وسيتم احضاره عنوه الى الرئيس , وماذا سيفعل الرئيس بالتاكيد عند معرفته انه رفض الحضور اليه سيعطى اوامره بتعذيبه وربما القضاء عليه , هذا هو حالنا فى عصر التكنولوجيا واحترام حقوق الانسان كما يشيعون .ولكن ماذا فعل فرعون وجنود امام رفض يوسف ذلك العبد السجين الذى لا كرامه له فهو مجرد عبد وفوق انه عبد فهو متهم ومرتكب جريمه ولا اصل ولا قرابه له بالبلاد ومع ذلك لم يفعل به جنود فرعون يوسف ما فعله جنود فرعون ايمن نور من تعذيب وبطش به ومحاولة قتله ولكنهم ذهبوا الى فرعون يوسف واخبروه بالرساله وهى طلب يوسف من الملك ان يعيد التحقيق مع النسوه اللاتى اتهموه , وهنا يأتى موقف الفرعون الذى لم يغضب من رفض يوسف للحضور امامه بل استجاب لمطلب يوسف باعاده التحقيق والمفاجأه الاكبر ان اعاده التحقيق سيكون مع امرأة العزيز وباقى النسوه المرافقات لها وبالتاكيد انهن من علية القوم , فما هذا العدل الذى يظهره هذا الفرعون المشرك بالله ! لا يغضب من رفض يوسف بل ايضا يأمر بإعاده التحقيق ويكون التحقيق مع نساء من علية القوم ويساوى بينهم وبين يوسف هذا العبد المذنب فى الخصومه , الا يتمنى المصريون اليوم ان يحكمهم حاكم مثل فرعون يوسف يعدل بين الناس ايا كانت مناصبهم على حاكم فقط يدعى انه مسلم وهو يبطش بكل معارضيه ويسجنهم ويعذبهم ويقتلهم , وهذه ليست دعوه لان يحكم مصر غير مسلم ولكنها دعوه لنعرف جميعا ان ديانة الحاكم ليس لها علاقه بالموضوع فما نريده حاكم عادل وحريص على مصلحة البلاد وليس مصلحته هو واسرته .استدعى فرعون يوسف النساء ووجه لهن اتهام صريح بانهن راودن يوسف عن نفسه رغم انهن لم يفعلا ذلك والذى فعلته فقط امرأة العزيز ,
( قال ما خطبكن اذ راودتن يوسف عن نفسه ) ولكنه وجه الاتهام اليهن لرؤيته اثار الجروح بايديهن فكان دليل اتهام لهن كان يمكن لفرعون يوسف ان لا يعيد التحقيق وكان يمكن له ان يجامل النساء وهن من علية القوم كما يحدث هذا كثيرا فى عصرنا هذا وكان يمكنه ان يخفى الحق بعد ان علمه ويعوض يوسف ببعض المال ولكنه لم يفعل ذلكوقد اعترفن ببرائه يوسف ( قالت امرأة العزيز الان حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وانه لمن الصادقين ) الايه 51 من سورة يوسفوبعد اعترافهم ببرائة يوسف عليه السلام استمر عدل فرعون فالبدايه قال ائتونى به ( وقال الملك ائتونى به ) بعد ظهور برائته قال ( ائتونى به استخلصه لنفسى )اى يستعين به ففى البدايه فقط ارادته ليكافأه على تفسيره الحلم اما بعد ظهور برائته وعلم انه كان مظلوما كافئه وايضا جعله اقرب مساعديه ثم تستمر عدالة فرعون بعد ذلك وفى نفس الموقف فالبدايه كان يريد مكافاته على تفسير الحلم ثم بعد ظهور برائته جعله اقرب مساعديه ثم بعد ان كلمه وعرف حكمته جعله امينا وناصحا له يعرض عليه امور البلاد وخاصة الزراعه فيتحول العبد السجين من مجرد مسجون ذليل الى ناصح للملك وكان ناصحا امينا حافظ على البلاد وهذا كان عدل فرعون مع يوسف عليه السلام

ليست هناك تعليقات: